الأمازيغية في نظرالسودانيين: بقلم /خديجة ايكن

الأمازيغية في نظرالسودانيين:
أتاحت لي مدة تواجدي في الخرطوم، فرصة تعارف متبادلة مع كتاب وإعلاميين ومهتمين بالثقافة عموما٠ ومن خلال حوارات لاحظت أن السودانيين لديهم معرفة بالحضارة الأمازيغية، لكنها معرفة هشة ضبابية وغير واضحة٠ أظن ذلك مفهوما بالنظر إلى العامل السياسي الإيديولوجي عندنا والذي يوجه تصورات الآخرين نحو بلدنا٠ وإليكم أهم ملاحظاتي التي سجلتها خلال تلك الحوارات الثنائية أحيانا وفي مجموعات أحيانا أخرى٠
يهمني أيضا أن أقول بأن شخصين فقط كانت لهم نظرة سلبية تجاه وجودنا، أحدهم يمني، لم يتقبل تميز الهوية الأمازيغية وضرب بيده بعصبية قائلا تلك المقولة السخيفة بأننا أحفاد اليمن، جئنا منها وٱنتهى الأمر٠ ثانيهم سوداني قومي بشكل لافت، لكنه الوحيد بين العشرات من السودانيين الذين عبروا بإيجابية:

ـ سألني كاتب سوداني عن منطقتي الأصلية في المغرب، قلت الجنوب، فهلل سعيدا قائلا: الجنوب، يعني الصحرء إنها المنطقة العربية القحة في المغرب٠ قلت أنا أمازيغية٠ فقال لي بأنه يحب سماع الموسيقى الأمازيغية فهي رهيبة٠ (يمكنكم أن تستنتجوا نقطا كثيرة حول تأثير سياستنا الداخلية على تصورات الآخرين عنا)٠
ـ صحفي سوداني أخبرني أنه يحب الأمازيغ، وأنه هو أيضا يحب موسيقاهم٠
ـ صحفي سوداني آخر يعرف عنا وسألني إن كانت لغتنا مقروءة أم فقط شفوية، وهو يعتبرنا أقلية٠ لم يعرف أن لغتنا رسمية، هذا يطرح دائما معضلة سياستنا الداخلية تجاه الأمازيغية وأن حقائقنا لا تظهر في أنشطة تمثيلياتنا الدبلوماسية في الدول الأخرى٠
ـ  صحفي سوداني طرح علي سؤالا جميلا، كيف أجمع بين الكتابة بالعربية وبالأمازيغية٠ إنه صحفي شاب وقد أخبرني أنه  لاتوجد كتب عنا في السودان رغم أننا أصحاب حضارة عريقة٠
*
من ناحية أخرى، في دردشة خفيفة قبل ذهابنا إلى قاعة الندوة، كان بين الضيوف أديب مغاربي مرموق، تجاذبنا أطراف الحديث عن الثقافة في بلداننا الشمال إفريقية، قال عنها المغرب العربي في تحد صارخ لي، بسرعة رد عليه كاتب خليجي مرموق: والأمازيغ ياسيدي!، أليس من الأجدى أن تقول الدول المغاربية٠
لقد شحب الكاتب المغاربي المرموق، وخرس٠ أكيد أن أشياء وتساؤلات كثيرة تدور في رأسه٠
*
تلك ملاحظاتي العامة خلال زيارتي للسودان، تلاحظون أن مجهودات الحركة الثقافية الأمازيغية لم تذهب سدى، وأن نضالها الفكري وصلت أصداؤه بدرجات متفاوتة القوة إلى بلدان أخرى، لم أتكلم كثيرا لكني كنت أستمع جيدا لألتقط إشارات يمكنها أن تساعد في تقييم مسارنا٠

تعليقات