كيف تُسقطين الرجل خلال ستة أيام: "فانيد دردك" من تسمين الأبقار إلى تضخيم النهدين وإبراز المؤخرة عند "المغربيات"

"لعله ضرب من السحر أو ربما هو السحر نفسه"، كهذا تقول بعض البنات اللواتي دفعتهن النحافة إلى الانطواء على الذات، قبل تعاطيهن لـ"الحبة السحرية" البيضاء المعروفة شعبيا باسم "دردك"، ذلك أنهن سمعنن في هذه الحبة ما لم يقله أبو نواس في الخمر .. "الهدهد" يقودكم إلى عالم تتقاطع فيه المتناقضات من أجل الحصول على أجساد أثيرية، حيث الإغراء، الغواية، الانطواء والحسرة أيضا.


بركة "سيدنا دردك"

كأن هذا المسمى "دردك" "بركة من كرامات أولياء الله الصالحين"، أو "إكسير" من زمن بابلي، إذ يحول في "رمشة عين" الصدور الضامرة إلى أخرى طافحة بالأنوثة، ويمر سريعا على الأرداف الغثة فيجعلها متَّقدة، ممتلئة ومكتنزة تسُرُّ ناظر المتلصصين، "المبصبصين" وحتى دعاة غض الأبصار.. إنه "فانيد" بحجم حبة الأرز، ثمنه قليل وأجره عند النحيفات كثير، إذ يكفي بلعه لأيام معدودات حتى يستحيل معه الجسد الأشبه بالأرض القاحلة التي لا خير فيها إلى أخرى بربوتين منبتَّة الحلمات، وقوام بكتل لحمية تتهدهد خلف قماش بألوان زاهية براقة..إنها صفات "مثالية" للباحثات عن جسم أنثوي يفيض غواية وغنجا وينضح إغراء.

البحث عن هذه الصفات عبر تضخيم مناطق معينة من أجساد بعض النساء، أضحى غاية مثلى لبلوغ مآربهن، فلا ضير عندهن أن يطرقن أبواب "العشابة" أو يجربن طب العطارين ووصفات السحرة لقضاء حوائجهن، ولا عيب عندهن أيضا أن يلجن العيادات المتنقلة لبعض الأفارقة جنوب الصحراء ممن يروجون على الأرصفة مراهم تكبير الذكر وتضخيم الأرداف، وقد لا يترددن في بلع بعض العقاقير التي تروج سرا داخل محلات "الماكياج" أو تلك التي تباع "كرانطي" عند الحلايقية، تحت اسم "دردك". فكيف يبدل هذا "الفانيد" أجساد النساء تبديلا.

"دردك" السحر الأبيض

يقول بعض الأخصائيين إن هوس بعض الفتيات في الحصول على قوام مثير للانتباه، يدفعهن إلى تجريب جل الوصفات التي تلقى على مسامعهن بالحمام، السوق، التاكسي، العمل... دون إدراكهن لخطورتها على صحتهن، حيث تلجأ بعضهن إلى وسائل غير آمنة لزيادة وزن الجسم، كإعدادهن مثلا لـ "خلطة" شعبية مكونة من بعض الأعشاب والأدوية الصيدلية، أو لجوئهن إلى تناول عقاقير "الكورتيزون" المضادة للحساسية والربو وغيرها، وهي الأدوية التي تكون من بين أعراضها الجانبية زيادة الوزن في مناطق معينة من الجسم، غير أن جل هذه الوصفات – حسب الأخصائيين – لا تفي بالغرض خلال أسبوعين، بل تعطي مفعولها تدريجيا، وقد يتطلب الأمر شهرين فما فوق لبلوغ جسد مثالي، لكن اللجوء إليها قد يعرض النساء إلى متاعب غاية في الخطورة.

لكن ما حقيقة حبوب "دردك"؟ وهل حقا لها مفعول سحري على الأجساد الأنثوية؟ وفوق كل ذلك كيف تضخم النهدين وتبرز الأرداف فقط دون مناطق أخرى من جسد المرأة؟

لبلوغ كنه حقيقة أقراص "دردك"، قمنا بجولة في بعض الأسواق الشعبية بالدار البيضاء، كقيسارية درب السلطان المعروفة بالحفاري، سوق "الجميعة" بذات المنطقة وبعض أسواق البرنوصي وحي أناسي وانتهاء بقيسارية سباتة، وهي الأماكن التي ترددت أسماؤها في شهادات بعض النسوة ممن لجأن إلى "دردك" للحصول على قوام يعيد لهن الاعتبار داخل مجتمع ينساق فيه أغلب الرجال إلى الأجساد الأنثوية المكتنزة.

البدينات هن الجميلات

تحتل قيسارية سباتة مساحة واسعة بتراب عمالة أبن امسيك، هناك، قيل لنا بأن "دردك" يباع بسهولة، وأن الٌإقبال عليه من طرف البنات يتزايد يوما بعد يوم.

في الحقيقة لم نجد أدنى مشكل للوصول إلى محل لبيع مستخلصات التجميل، قيل بأنه بات ملجأ للنحيفات.. "فاعلة خير" لم تتردد في إرشادنا إلى ذات المحل، "سمحي ليا أختي.. واحد مول الماكياج كايقولو كايبيع الفانيد ديال الغلض هنا.. واش قريب؟ " سألت امرأة مكتنزة تجر خلفها صبيا مشغولا بامتصاص حلوى مثلجات بنهم طفولي، لتجيبني مبتسمة على الفور :"قولي ليا للي كايبيع دردك ياك؟.. سيري طول راه هو للي قدامو مول عصير.."

توجهنا نحو المحل المذكور. وهو مخصص لبيع السيديات والعطور ومستخلصات التجميل، كان مكتظا بالنساء.. في البداية سألت صاحب المحل عن أي شيء يمكنه زيادة وزني.. نظر إلي صاحب المحل، تفحصني جيدا دون خجل، تسمرت عيناه نحو صدري ثم مررهما نحو خصري ليعرض علي بضاعته دون تردد ، "عندنا قويلبات ملاح، كايعملو 50 درهم، فيهم 10 تاع القوالب، وكاين ثاني "بْرودوي" كاتذهنيه على البلاصة للي بغيتها تغلاض، وكاين فانيد دردك.." ثم طلب مني الاختيار بين أدويته التي وصفها بالناجعة.. ودون أن يكمل حديثه اخترت حبوب "دردك"، وقد اعتقدت في البداية بأنها عبارة عن أقراص ذات قطر عريض، لكن عندما مدني عينة منها، فوجئت بصغر حجمها، بحيث لا يتجاوز قطرها ميلمترين فقط، غير أن مفعولها حسب "مول الماكياج" يفوق مفعول السحر.

بقدر ما فاجأني حجم "فانيدة دردك"الذي يقل عن حبة أرز، بقدر ما اتسعت مساحة المفاجأة عندما علمت بثمنها الزهيد الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام، إذ يصل ثمن الحبة الواحدة إلى أقل من درهم واحد، وليس 100 درهما كما ورد في العديد من الصحف.. هذا ما اكتشفته على الأقل بهذا السوق.

اقتنيت (10 حبات) بثمن إجمالي لا يخطر على البال، 7 دراهم ونصف درهم فقط (لا غلا على مسكينة)، مصحوبة بشروحات "مول الماكياج" الذي أفلح إلى حد كبير في "الماركوتينغ"، حيث وصف حسنات "دردك" على جسد المرأة وكيف بإمكانه أن يجعل الزوج أو الحبيب معتقلا في غرفة النوم، ملتمسا مني أن أقتني 10 حبات فقط للحصول على جسد ممتلئ ذي قوام يثير الإعجاب، مع وضع الحبات العشر داخل (قرعة السيرو) من نوع "أبيتين"، واحتساء ثلاث ملاعق في اليوم، وهكذا "الفورمة ديالك غاتغلاض وتشداد وتولي بحال البراد" يقول بائع دردك ساخرا.


الله يخلف على "دردك "

"عانيت كثيرا من نحافة جسمي الذي لم يكن يتجاوز وزنه 50 كيلوغراما، وهو وزن لا يتناسب مع طول قامتي التي تبلغ 1.70 متر، هذا المشكل دفع العديد من أصدقائي إلى الاعتقاد بأنني مصابة بداء السل"، تحكي سعيدة (26 سنة – خياطة بالدار البيضاء) عن معاناتها مع نحافة دفعتها إلى تجريب العديد من الوصفات التي تلقى على مسامعها، لكن عندما علمت بأن هناك حبوبا تسمى "دردك"، تزيد وزن الجسم وتبرز مفاتنه، لم تتردد في استعماله رغم تحذيرات شقيقتها الصغرى لها من كونه "كايرجع بالحسرة والندامة"، وبهذا الخصوص تصف سعيدة مفعول "دردك" على جسدها النحيف: " فالصيف الفايت كنت فالبحر "الحوزية" مع العائلة، كلشي كان تايعوم ويتمتع إلا أنا، فكنت غير مكمدة كانشوف.. تعقدت مزيان ومحملتش راسي، لكن سلط علي الله واحد السيدة للي نصحاتني بدردك"، وحسب سعيدة، فإن "مولات النصيحة"، أرشدتها إلى مكان تواجده، (سوق الجميعة بدرب السلطان) وأخبرتها بأن تناوله خلال أسبوع واحد سيجعلها تنسى "الرُّقْ" إلى الأبد، لذلك لم تتردد سعيدة فور عودتها إلى بيتها في الذهاب إلى السوق المذكور. تقول محدثتنا "مللي مشيت لسوق الجميعة لقيت غير العطارة، ومللي سولت واحد الحانوت على الفانيد جبدو ليا ديريكت، 10 الدراهم للحبة.. خديت منو 10 ديال الحبات، كل الفانيدة قد حبة المحيمصة، وجاب الله التسير"، وحسب سعيدة، إن مفعول دردك ظهر على جسدها النحيف خلال "الصمانة" الأولى، بحيث أصبح وزنها حوالي 61 كيلوغراما، أما عن إمكانية تسبب "دردك" في متاعب صحية لها، قالت سعيدة "شربت شي 40 حبة في عام واحد، ما حسيت بوالو، لكن فالأول قتلاتني "لادياري".

أما وفاء (28 سنة – فام دميناج) فقد أسرت لي بأن نحافتها دفعت زوجها إلى النفور منها في بعض الأحيان، ونظرا لخوفها من لجوئه إلى من وصفتهن بـ"بعلوكات ليوم"، فقد عملت بنصيحة جارتها المكتنزة بتجريب فانيد "دردك، رغم أنها جربت من قبل "قويلبات الغلض" ذات الصنع الصحراوي وكذلك وصفة تصنع في الجنوب تسمى "اللحسة" دون أن يظهر مفعولهما على جسدها النحيف، لذلك ترددت في البداية عن تناول حبوب دردك البيضاء، لكن رغبتها الملحة في الحصول على جسد يقربها من زوجها دفعها إلى خوض التجربة، "تصدمت بزاف ماجا فين يدوز شهر حتى ختك ولات "طارة وطوناج (تضحك) ، وبدات الفورمة و "لي هونش" ديالي كايبانو وحتى نظرة ديالي راجلي تبدلات.. حيت العفريت عزيز عليه....".

إذا كانت سعيدة ووفاء ، قد حصلتا على قوام مكتنز من خلال تناولهما لحبوب دردك، فإن ربيعة البالغة من العمر 25 سنة امتنعت عن تناوله رغم نحافتها الشديدة، وذلك بعدما علمت بأن مخاطره على جسم الإنسان تفوق منافعه، وحسب ربيعة، إن حبوب دردك، بالرغم من تضخيمه للصدر والأرداف، إلا أنه يهدد صحة المرأة بشكل سريع، "سمعت بللي شي بنت ماتت بفانيد دردك، حيث كانت فاتحة من قبل، وزيد عليهم شلا بنات للي خرج فيهم شي عجب فالصدر والوجه ديالهم" تقول ربيعة. أما نجاة التي لا تفارق مقهى خاصة بتدخين الشيشة بحي مولاي عبد الله بالدار البيضاء، فقد اعترفت بأنها تناولت خمس أقراص من "دردك" فقط، غير أنها امتنعت على الاسترسال في تناوله فور احمرار جلد حوضها وإحساسها بألم على مستوى الكلي، تقول نجاة " شريت خنيشة فيها 20 حبة دال دردك من عند واحد لمرا في قسارة الحي المحمدي وقالت ليا كوله مع (الفصَّة) مطحونة". في حين إن سهام (22 سنة – عاملة) فلم تتردد في لفت انتباهنا إلى أنه قبل حوالي سنتين كان هناك جناح خاص بمستشفى إبن رشد أطلق عليه الناس اسم "خاص بدردك"، ويضم بعض النساء اللواتي رغبن في الحصول على صدور منتفخة وأرداف ممتلئة لإرضاء الطرف الآخر، غير أنهن أصبن بأمراض خطيرة وربما أورام وتقرحات.


"دردك" الحيواني... "دردك" الانساني

يرى أحد جواد (الصيدلي ) أن العديد من النساء الراغبات في الحصول على أجساد مكتنزة أو بالأحرى إغرائية، لا يعرفن مدى خطورة حبوب دردك على صحتهن، بحيث تعمل هذه العقاقير على حبس السوائل في الجسم مما يزيد من وزنه، لكن بمجرد ما تتوقف المرأة عن تناول تلك الحبوب حتى يعود جسمها إلى وزنه الأصلي، "العديد من النساء تلجأن إلى حبوب "دردك" خلال بعض المناسبات، كالأعراس مثلا، قصد الحصول على أجساد ممتلئة بشكل سريع، إذ ابتداء من الأسبوع الأول يظهر مفعولها على الأجساد النسائية من خلال الزيادة في وزنهن، لكن أعرضه خطيرة للغاية"، فبالإضافة إلى حبس السوائل في الجسم، تتسبب أقراص "دردك" أيضا في ارتفاع الضغط وأمراض السكري والكلي وكذلك بعض الأمراض السرطانية التي لها أثر بعيد المدى على جسم الإنسان.

وعن سر مفعول حبوب دردك على الصدر والأرداف، يقول الصيدلاني، إن هذا النوع من الحبوب يستهدف المناطق الغنية بالشحوم، كالأرداف والصدر وهي المناطق التي تتجاوب بسرعة مع هذه الأدوية التي تعتبر من المحفزات.

من جهة أخرى، كشفت لنا وداد المنحدرة من مدينة وجدة وهي طالبة بكلية الطب، أن حبوب دردك تدر مداخيل مالية مهمة على من وصفتهم بـ "مافيات التهريب"، موضحة بأن هناك أشخاص يغرقون الأسواق المغربية بعقاقير دردك التي يبتدئ ثمنها من درهم 1 إلى 100 درهم للحبة الواحدة، مؤكدة بأن هؤلاء يستقدمونها من الجزائر وإسبانيا، وحسب وداد، إن حبوب "دردك"، ليس مدرجة للاستعمال الآدمي، عكس ذلك فهي مخصصة للمشاية والأبقار، حيث يتم مزجها ببعض الأعلاف لتسمين المواشي بدول الاتحاد الأروبي، لذلك غالبا ما تهرب هذه الحبوب من الجزائر عبر الحدود إلى الأسواق المغربية كالقرقوبي و السجائر المهربة والبنزين... وهي حرب أخرى ممنهجة لتخريب المغربيات.




تعليقات