بعض أشيائي /بقلم : خديجة ايكن

بعض أشيائي:
قبل سنوات، طلب رجل يدي من أسرتي، جاء الرجل بواسطة معرفة لأسرتي، ٱستقبلته أسرتي وطلبت مني أن أقدم له الحلوى والشاي، كنت ألبس فستانا، لكن أسرتي طلبت مني أن أغيره وألبس قفطانا، كان شعري مطلوقا على عادتي، لكن أسرتي طلبت مني أن أجمعه، فعلت كل ما طلبته أسرتي لأن المناسبة تحتم مظهرا ولباسا تقليديا٠
لم أكن أعرفه ولم يكن يعرفني، كان مكتفيا بأني من عائلة معرفتنا المشتركة، كان مكتفيا بمظهري التقليدي وأنا أقدم له صينية الشاي والحلوى٠ لم يسألني شيئا، لاشئ٠٠كان الوقت كله مطرقا برأسه، حتى وهو يتكلم عن شقته وعن عمله، وعن تاريخ الإرتباط، كل ذلك وهو لاينظر ولايرفع رأسه عن النظر في الأرض، فقلت في نفسي رجل عاش حياة متنقلة بين المدن في وظيفة مثل وظيفته، كيف سأصدق أنه بهذا الحياء، وبهذا الأدب الجمّ الجمّ، فبادرت بالكلام، سألته إن كان لديه أي شروط في المرأة التي يريدها لحياته، نظر إلي نصف نظرة، نظرةغير كاملة، ثم بسرعة أطرق بوجهه في الأرض وهو يجيبني٠
قبل أن يجيبني، كنت قد حسمت جوابي، كان كل شئ فيه مزيفا، حياء مزيف، نظرات خاطفة مزيفة، لا أصدق ما كنت أراه، حتى أنا كنت مزيفة، فأنا لست الصورة التي يريدها، فهو يظنني ألبس جلابيبا، ويظن أني لاأسافر لوحدي، ويظن أني لاأخرج من البيت، كل شئ مزيف، كيف نضحي بحياتنا الواقعية لأجل حياة زائفة٠نهضت من مكاني، ٱستبدلت ملابسي، وخرجت في زيارة٠

تعليقات