دابيهي الرجل الذي بنى اكادير (الحلقة الثالثة ) بقلم : عادل الكمامدية

...وهم المعرفة اشد خطورة من الجهل ، هكذا حال دابيهي ، فهدفه من سؤاله الغريب هو اهانة الفقيه و اقناع اهل الدوار بضرورة تغييره ، دابيهي لا يذهب الى المسجد الا رغبة في اثارة المشاكيل ، اردت ان اقول ل دابيهي ان تصرفه لا أخلاقي و  اثارة الفوضى في المسجد يعاقب عليه القانون ... لكنني لمحت عصاه موضوعة غير بعيدا عنه ، لن يثوانى عن استعمالها عند اي استفزاز محتمل ، ومن باب السلامة الجسدية لي و لزميلي يوسف ان نغير الموضوع ، لكن زميلي مصر على التدخل و قال لدابيهي ان المسجد مكان للفوز بالاجر و ليس مكانا لإحضار مزيدا من الذنوب ، زميلي متهور يلعب بالنار ... انتبهت ان ابتسامة دابيهي اختفت لذلك فإمكانية استعماله لسلاحه امر غير مستبعد ، ظهر زميلي مهدد و عظامه كذلك و ربما حتى عظامي ... " وا دبيهي فجيج اوا كا ، ازد تداكين ن الزيت ايان غ تورتيت نك " اردت من تدخلي هذا فقط تغيير الموضوع ، و هكذا كان . انتقلنا لا أعرف كيف و متى الى بناء اكادير . 
دابيهي بنى ثانوية عبد الكريم  الخطابي ،  بنى اعدادية خالد بن الوليد ، بنى اكاديمة سوس ماسة  ، بنى فندق سلام ، بنى العديد من المنازل و الفيلات بالداخلة  . من 1972 الى غاية 1974 . و لكل مكان قصة و حكاية . سأترك الدابيهي يرويها مباشرة  :
"  اسوأ ذكرى لي مرتبطة ببناء فندق سلام ، عذاب " تمارة اودي اسي عادل " كنا نعمل بطريقة العمل المتسلسل بطريقة عمودية الاول يرسل الخرسنة  و باقي مواد البناء نحو الذي في الاعلى و هكذا الى ان يصل الى الفوق ، كنت انا في الوسط فصل الصيف شمس ساطعة و   لأننا  فوق اعمدة خشبية على بعد اكثر من 20 متر من الارض نحس و كأن الشمس فوق رؤوسنا " ترسل اشعة حارة تفجر   خلايا الرأس و تجعل العرق ينهمر منا كواد اسن في فصل الشتاء ، احد العمال سقط ارضا و تدخلوا لنقله الى مستشفى الحسن الثاني على وجه السرعة لا احد عرف مصيره هل مات او ما زال على قيد الحياة ، هذه الحادثة جعلت صاحب الفندق يتدخل و يطلب من الشركة المكلفة بالبناء ، استعمال الالات لتجنب ارهاق العامل ، و كان سنة 1972 اول استعمال  للآلة في مجال البناء في مدينة اكادير  لكن " اسي عادل تشان اكان الكروا " جعلتنا نفقد عملنا في الشركة ، اذ كنت من بين الستين عاملا الذين تم تسريحهم ، فأصبحت عاطلا عن العمل ... تعلمت من هذه الحادثة انني يجب ان اتعلم حرفة البناء و اصبح بناء " يودا غ تمارة د الخناشي ن السيما " ، انتقلت للعمل في الداخلة ، حي  الداخلة  فارغ  لن تسمع انذاك الا اصوات المطرقة " طاق طاق طاق " و اغاني الدمسيري من على اسطح منازل في طور البناء ،  او بعض السب و الشتم المتبادل بين العمال ، في المساء كنت اتجول في كريان جمايكا و امسرنات ... " ( يتبع ) .
............. عادل .....

تعليقات