دا بيهي الرجل الذي بنى اكادير / بقلم : عادل لكمامدية

... دا بيهي الرجل الذي بنى اكادير .. 
اجلس بجانب سكنيتي المملة انا و زميلي  منتظرا غروب الشمس رغم لسعات البرد القارس  ، لا ادري لماذا يشيدون الاقسام في اماكن تدعو الى القنوط و الملل ، على ضفة نهر خطير ، بجانب مقبرة ... و الاسوأ في مكان بعيد بكيلومترات من الدوار دا  بيهي اخبرنا بالسبب هو سبب مقنع و غير قابل للتفاوض بالنسبة له و ما لنا الا احترام اقتناعاته ففي النهاية  لا احد يستطيع تحويلها الى مكان اخر، صوته و هو يخاصم زوجته او احدى ماعزه  التي ترفض العودة الى القطيع وحده من يكسر رتابة الزمن و المكان ، يقود قطيعه و على كتفه عصا  او غصن شجرة " السدر.. ازكار " يستعمله كسياج لمنع دخول الماعز الى بستانه الصغير الموجودة بالواد ، يسب كل شيء و يدعو على ماعزه بدعوات غريبة كلها دعوات الشر : " اكنت اقضاع ربي "  " اسبافي ربي احليك ناونت "
   كلها دعوات بالزوال و الفناء على ماعزه قال ان هذه الدعوات  لا تتأخر اسجابة اغلبها فالبارحة فقد اكثر من 8   دابيهي رجل مسن يبلغ من العمر حسب قوله 75 سنة هو الرجل الوحيد الذي يزورنا ، حسب اقوال الدوار هو رجل صعب جدا خلاف بسيط كاف من ان يحضر لك استدعاء من القيادة ، لا يتنازل عن حقه ابدا ،  يفهم في القانون اكثر من الحاصلين على الاجازات من كلية الحقوق ، القانون يعيشه يوميا في المحاكم و مخافر الدرك و في القيادات ،  يعرف ايضا محكمة النقض ... لا يخاف ابدا يسب يمينا و يسارا مستعملا ما يجد من كلمات نابية احيانا او شبه نابية . دا بيهي ساهم في بناء اكادير بل و يعرف اكادير زنقة زنقة بيت بيت شارع شارع فندق فندق ، يعرفها اكثر مني و ربما منكم ايها الاحبة الكرام ،  دابيهي كان بناء كان يعمل ب 131 ريال في اليوم سنة 1973 الى غاية مطلع الثمانينات   بنى مجموعة من الفنادق  و ذكر لي مجموعة من الاسماء اذكر فقط فندق رويال ، تكيدا ....
دابيهي يتحدث بحرقة عن هذه السنوات الرائعة التي قضاها في اكادير ، لكنه نادم لأنه ترك اكادير و جاء الى هذا الدوار التعيس ، كان بإمكانه حسب اقواله ان يشتري اكادير كله ... دابيهي الرجل الذي بنى اكادير و تركه و عاد الى دواره التعيس خاوي الوفاض ... " يتبع "
.............. عادل ..............

تعليقات