ﺭﻛﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ

ﻣﺮّ ﺍﻟﻴﺎﻓﻊ ﺭﻭﺑﻦ ﻧﺴﻴﻤﻮ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻹﺛﺎﺭﺓ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺮﻳﺒﺔ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﺽ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻻﺭﺗﺠﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻣﻊ ﺯﻣﻼﺋﻪ، ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺿﻮﺍﺣﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﺃﺗﻼﻧﺘﺎ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﺤﻞ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻛﺎﻥ ﺻﻌﺒﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻛﺰ ﺑﺤﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﺗﻮﺍﺯﻧﻪ ﺳﺮﻳﻌﺎ، ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻟﻌﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﺮﻳﺎﺿﺘﻪ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺳﺘﺘﻄﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺟﻠﻄﺔ ﺩﻣﺎﻏﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﺎﺟﺌﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ، ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺭﻭﺑﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺑﻄﻼﻗﺔ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﺠﺄﺓ ﻭﺑﻼ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ؟ !
ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻟﻠﻤﺮﺍﻫﻖ ﺍﺑﻦ ﺍﻟـ 16 ﻋﺎﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺭﺱ ﺑﺎﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ، ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﻛﻠﻪ ﻻﻋﺐ ﺯﻣﻴﻞ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﺧﻼﻝ ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﺣﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﺮﻣﻲ، ﻟﻴﺤﺎﻭﻝ ﺭﻭﺑﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻣﺴﺘﻌﻴﺪﺍ ﺗﻮﺍﺯﻧﻪ ﻭﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﺛﻢ ﻳﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺬﻳﺎﻥ ﺑﺈﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﻘﻨﺔ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻛﺄﻧﻪ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺇﺳﺒﺎﻧﻲ .
ﻭﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﺍﻩ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺠﻴﺪﻫﺎ ﺃﻭ ﻳﺘﺤﺪﺛﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﺪﻫﺸﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﻊ ﺍﺭﺗﺠﺎﺝ ﺍﻟﻤﺦ .
ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻐﺘﻪ ﺍﻷﻡ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺗﺘﻀﺎﺀﻝ، ﻭﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺒﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .
ﻣﺘﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﻠﻜﻨﺔ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﻤﺘﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﻠﻜﻨﺔ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺨﺺ، ﻟﺘﻤﻨﺤﻪ ﻟﻬﺠﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .
ﻭﻗﺪ ﺳﺠﻠﺖ ﺃﻭﻝ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻋﺎﻡ 1941 ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻧﺮﻭﻳﺠﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﻈﺎﻳﺎ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﺩﺧﻠﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻟﺘﻬﺮﻭﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻊ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ .
ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻮﻯ ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺭﺻﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺘﻼﺯﻣﺔ .
ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﺜﺮﺕ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺭﺏ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻓﺎﻗﺪﺍ ﻟﻠﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﻓﻨﺎﺩﻕ ﺟﻨﻮﺏ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮﺭﻧﻴﺎ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻟﻢ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻬﺎ .
ﻭﻓﻲ ﺃﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﻘﺔ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﺤﺎﺩﺙ ﻣﺮﻭﻉ ﺃﺩﻯ ﻟﻜﺴﺮ ﻓﻲ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻭﻓﻜﻬﺎ، ﻭﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻟﺘﺴﺘﻴﻘﻆ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻟﻐﺘﻬﺎ ﺍﻷﻡ ﻫﻲ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ .
ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺗﻜﺴﺎﺱ ﻗﺪ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺑﺪﻗﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻟﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ الفك.

تعليقات