"شيوخ الرقية الشرعية" يصطادون زبناء جددا عبر صفحات "فيسبوك"ا

بعيدا عن الطرق التقليدية التي كان يستعملها "الدجالون والمشعوذون" ومحترفو "الرقية الشرعية" في استقطاب زوارهم وزبنائهم داخل بعض الزوايا والأضرحة وفي بيوت مُستترة عن الأعين، تحوّل هؤلاء "الشيوخ" إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لحرفتهم عبر صفحات ممولة ومدفوعة الأجر، لتنال مشاهدات بالآلاف.وتُظهر الإعلانات الممولة أشرطة فيديو لرجال شبان في الغالب يقدمون مواعظ، ويستعرضون قدراتهم الخارقة على إبعاد "العين والحسد والتوكال والثقاف" وعلى شفاء المسحور والممسوس عبر استعمال الرقية الشرعية والطب البديل وتقديم علاجات للسحر، مع عرض عدد من الحالات المصابة بالصرع في مشاهد لا تحترم خصوصيةالمرضى المصابين بأزمات.ويجتهد أصحاب هذه الصفحات، التي تحمل اسم الراقي الشرعي نفسه وتعرض أرقاما هاتفية وبريدا إلكترونيا تعود في الغالب إلى "المعالج"، في دعوة المرضى للاتصال بهم وتحديد موعد للزيارة. كما يجتهدون في عرض جملة من الأحاديث والآيات القرآنية التي تؤكد على قدرة الجني على اختراق جسم الإنسان، وعلى أن العين حق، وأنالحسد يدمر حياة الإنسان وعمله ويهلك أبناءه.الدكتور رشيد الجرموني، الأستاذ بجامعة المولى إسماعيلبمكناس، يرى أن جزءا من المواطنين يلجؤون إلى هذه الممارسات للبحث عن حلول بعيدة عن العقلانية، معتبرا أن من يقومون بهذه الأعمال يستغلون التكنولوجيا من أجل تمرير خطاب يضج "كذبا واحتيالا" ويروم كسب الأموال، مشيرا إلى أن اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي ينطلق من كونها وسيلة تضم شرائح كبيرةمن الناس ومن مختلف الأعمار والعقليات.ويرى الجرموني أن استعمال "فيسبوك" من لدن هذه الفئة يتم في غياب مؤسسات تراقب هذا الفضاء المفتوح الذي يخول استغلاله لأي كان، لافتا إلى أن جزءا من المغاربة الذين يعيشون توترا اجتماعيا وفي ظل غلاء المعيشة وارتفاع سن الزواج والعنوسة وهشاشة اجتماعية واقتصادية وثقافية يلجؤون إلى مثل هذه الحلول بالرغم من كونها غير عقلية؛ إلا أنها تبقى مقبولة اجتماعيا ومستساغة سيكولوجيا، وفق تعبير الباحث.وأكد الأستاذ الجامعي أن اعتماد هؤلاء الشيوخ على الخطاب الديني يحدث في ظل غياب للمؤسسات المفروض تأطيرها للمجتمع، وعبر استعمال لغة الدين التي تعتبر"الوتر الحساس" للإنسان يستجيب عبره لخطابات عديدة. كما أن تكوين المغاربة لم يخضع لتربية نقدية تقلب الأمور على أوجهها، وفي غياب التطبيب وتقديم خدمات صحية في المستوى ولا متابعة نفسية ولا صحية كما تتم هذه التصرفات لتحقيق اعتبارات مادية محضة.

تعليقات