ﺑﻮ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﺟﻪ ﻭﻭﺟﻪ

ﻣﻦ ﻏﺮﺍﺋﺐ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ
ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺳﻴﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺣﺎﻭﻻ ﺍﺑﺘﺰﺍﺯ ﺍﻟﻤﻠﻚ، ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ
ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺃﻧﻬﺎ
ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ، ﺃﻥ ﻣﺎﺳﺢ ﺃﺣﺬﻳﺔ
ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﺳﺒﻖ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺻﺪﺭ ﺿﺪﻩ ﺣﻜﻢ ﺑﺎﻟﻨﺼﺐ
ﻭﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻝ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻄﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﻼ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻐﺮﺑﻲ،
ﻭﺳﺒﻖ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻰ ﺃﻣﻮﺍﻻ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﻮﻻﻱ
ﻫﺸﺎﻡ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻣﺮﻳﻀﺔ،
ﺗﻄﻮﻉ ﻹﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻟﺰﻣﻼﺋﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ
ﻳﺼﺪﺭ ﻓﻲ ﺣﻘﻬﻢ ﺃﻱ ﺣﻜﻢ ﺑﺎﻟﻨﺼﺐ ﻭﻟﻢ ﻳﻀﺒﻄﻮﺍ
ﻭﻫﻢ ﻳﺴﻄﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﺟﺎﻙ ﺃﻃﺎﻟﻲ.
ﺃﺧﻮﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺑﺘﻠﻴﺖ ﺑﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﻣﺤﻜﻮﻡ ﺑﺎﻟﻨﺼﺐ
ﻷﻧﻪ ﺣﺎﻭﻝ ﺷﺮﺍﺀ ﻓﻴﻼ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻐﺮﺑﻲ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ
ﺳﻌﺮﻫﺎ، ﻭﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻓﻠﺲ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﻤﻠﻴﺎﺭﺩﻳﺮ
ﻋﻤﺪﺓ ﻃﻨﺠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﺑﺎﻉ ﻓﻴﻠﺘﻪ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ﺍﺳﺘﻐﻞ
ﺃﺧﻮﻧﺎ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻭﺍﺷﺘﺮﻯ ﻣﻨﻪ ﺍﻷﺛﺎﺙ ﺑﺴﻌﺮ ﺯﻫﻴﺪ.
ﺃﺧﻮﻧﺎ ‏« ﺍﻟﻔﻬﺎﻳﻤﻲ ‏» ﻣﺼﺎﺏ ﺑﻤﺮﺽ ﺍﻧﺘﺤﺎﻝ ﻭﺳﺮﻗﺔ
ﻣﻘﺎﻻﺕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺩﻭﻥ ﺧﺠﻞ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻧﺠﻮﻣﻴﺔ ﺗﺪﺭ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ. ﻓﺒﺴﺒﺐ ﻃﻔﻮﻟﺔ ﺷﻘﻴﺔ
ﻭﻣﺤﺮﻭﻣﺔ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﻋﻘﺪﺓ ‏« ﺍﻟﻠﻬﻄﺔ ‏» ﻭﺭﺍﺀ ﺟﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﺎﻥ
ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ‏« ﻛﺤﻴﺎﻥ ‏» ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻋﺸﺎﺀ ﻟﻴﻠﺔ، ﻭﻛﺎﻥ
ﻣﺤﺸﺮﺍ ﺩﺍﺧﻞ ﺳﺘﻮﺩﻳﻮ ﺣﻘﻴﺮ ﺑﺄﻛﺪﺍﻝ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ
ﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﻮﻥ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﻟﻠﻨﻮﻡ ﻭﻣﺮﺣﺎﺽ ﺇﺫﺍ
ﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﻧﺼﻒ ﺟﺴﺪﻙ ﺧﺎﺭﺟﺎ ﻣﻦ
ﻓﺮﻁ ﺿﻴﻘﻪ.
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻴﻚ ﺑﺘﺴﻌﻴﻦ ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ
ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻫﺸﺎﻡ ﺃﺻﺒﺢ ﺷﺨﺼﺎ ﺁﺧﺮ، ﺗﻨﻜﺮ ﻟﺼﺪﻳﻘﺘﻪ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺎﻟﺘﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ‏«ﺍﻟﺘﺤﻨﻜﻴﺮ ‏»، ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ
ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺮﻃﺎﻥ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺒﻂﺀ.
ﻭﻟﻜﻲ ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺿﻤﻴﺮﻩ ﺗﻮﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﻭﻟﻲ
ﻧﻌﻤﺘﻪ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻫﺸﺎﻡ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﻋﻼﺝ
ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ، ﺑﻌﺪ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ.
ﻭﺑﻴﻦ ﻋﺸﻴﺔ ﻭﺿﺤﺎﻫﺎ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺑﺴﺒﻌﻴﻦ ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ
ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻳﺪﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻜﻮﻣﺒﻴﺲ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ﻭﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ، ﻣﺎﺳﻜﺎ ﻣﻘﻮﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ
ﺑﻴﺪ ﻭﻣﺨﺮﺟﺎ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ.
ﺛﻢ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺕ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ
ﺑﺎﻟﺼﻨﻄﻴﺤﺔ، ﻓﻴﻐﺎﺩﺭﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻭﻣﺌﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﻭﻳﻤﺘﻠﻚ ﺣﺴﺎﺑﺎ ﺑﻨﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻭﺭﺍﺀ
ﻇﻬﺮ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻤﻮﻻﺕ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ
ﺍﻟﻌﻤﻼﺕ.
ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺄﻣﺜﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺑﺘﻠﻴﺖ ﺑﻬﺎ
ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻳﺤﻖ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ
ﻓﻀﻴﺤﺔ ﺇﺭﻳﻚ ﻟﻮﺭﺍﻥ ﻭﻛﺎﺗﺮﻳﻦ ﻏﺮﺍﺳﻴﻲ.
ﻷﻥ ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺎﻥ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻪ
ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺑﻄﺮﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻣﻠﺘﻮﻳﺔ. ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ
ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻓﻨﺤﻦ ﻣﺴﺘﻌﺪﻭﻥ ﻹﻋﻄﺎﺀ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻭﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺩ.
ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﺱ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻫﺪ
ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻛﺪﺭﺱ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ‏« ﺇﺫﺍ ﻋﺮﺿﺖ
ﻋﻠﻴﻚ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳﻴﺮ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻋﺪﻡ ﻧﺸﺮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎﺫﺍ
ﺳﺘﻔﻌﻞ ‏» ؟
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹﺭﻳﻚ ﻟﻮﺭﺍﻥ ﻭﺯﻣﻴﻠﺘﻪ ﻣﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ
ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﺍﺿﺢ، ﻟﻘﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭﺍ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﻣﺸﻮﺍﺭﻫﻤﺎ ﻣﻊ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺘﻘﺎﻋﺪ ﻣﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ
ﺍﻟﻘﺼﺮ، ﻟﻜﻦ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺪﺭ،
ﻓﻘﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ
ﻭﺯﻣﻴﻠﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻛﺎﺑﻮﺱ ﻣﺨﻴﻒ ﻗﺪ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻬﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ
ﺍﻟﻘﻀﺒﺎﻥ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﻗﺤﻤﺖ ﻛﺎﺗﺮﻳﻦ ﻏﺮﺍﺳﻴﻲ
ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺇﻥ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺳﻠﻤﻬﺎ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍ ﺳﺮﻳﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ، ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺬﺑﺘﻪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ
ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻓﻬﻞ ﺳﺘﺬﻫﺐ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﻘﺎﺿﺎﺓ
ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ؟
ﻭﺳﻮﺍﺀ ﺃﺧﺬﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺃﻭ
ﻗﺮﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺣﻔﻈﻬﺎ، ﻟﺴﺒﺐ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻴﺐ
ﺷﻜﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺈﻋﺪﺍﻡ ﺳﻤﻌﺔ
ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﻣﻨﺬ ﻭﻗﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ ﺑﻴﻊ
ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻄﺎﻩ ﺑﻴﺪﻳﻬﻤﺎ ﻭﺗﺴﻠﻤﺎ ﻋﻨﻪ ﺗﺴﺒﻴﻘﺎ
ﻗﺪﺭﻩ 80 ﺃﻟﻒ ﺃﻭﺭﻭ.
ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻣﺎ ﺃﺛﺎﺭﻧﻲ ﺧﻼﻝ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻲ ﻟﺘﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻔﻀﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻫﻮ ﺇﺣﺠﺎﻡ ﺍﻟﻘﻨﺎﺗﻴﻦ
ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺘﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺟﻤﻠﺔ ﻭﺗﻔﺼﻴﻼ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻓﻘﺪ ﺃﻇﻬﺮ
ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺸﻄﻲ ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ﺗﺤﻴﺰﺍ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ
ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﻭﺑﺤﺜﺎ ﻟﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﺃﻋﺬﺍﺭ، ﻓﻘﻂ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺼﺮ
ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﺘﻜﻲ. ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﻜﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ
ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﻜﺎﻥ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﻐﺎﻳﺮﺍ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻬﻨﻴﺔ ﻭﺣﻴﺎﺩﺍ.
ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺑﻴﻄﺎﻧﻜﻮﺭ ﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎﻝ، ﺣﻴﺚ ﺟﻠﺪ
ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻮﻥ ﺯﻣﻼﺀﻫﻢ ﺑﻼ ﺭﺣﻤﺔ.
ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﺮﺣﻪ ﺷﺨﺼﻴﺎ، ﻟﻤﻌﺮﻓﺘﻲ ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ
ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ، ﻫﻮ ﻛﻴﻒ
ﺳﻜﺘﺖ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻀﻴﺤﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻬﺮﺏ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﻲ ؟
ﻓﺎﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺪﻓﻊ ﻧﻘﺪﺍ، ﻓﺄﻳﻦ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ
ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ؟
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻟﻬﺬﻳﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﻫﻲ
ﺍﻻﺑﺘﺰﺍﺯ ﻓﺈﻥ ﺗﻬﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ
ﻣﻠﻔﻬﻤﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻬﺮﺏ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﻲ.
ﻟﻨﻔﺘﺮﺽ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺼﻔﻘﺔ، ﻫﻞ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﺗﺴﻠﻢ ﺃﻣﻮﺍﻝ ‏«ﻛﺎﺵ ‏» ؟
ﻭﺭﻏﻢ ﻏﻮﺹ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺣﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﻨﻖ ﺇﻻ
ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﻤﻠﻜﺎﻥ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺎ ﺑﻪ.
ﻓﺎﻷﺧﺖ ﻛﺎﺗﺮﻳﻦ ﻗﺎﻟﺖ ﺇﻧﻬﺎ ﻗﺒﻠﺖ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ
ﺿﻌﻒ ﻷﻧﻬﺎ ﺭﺃﺕ ﺃﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺳﺘﺘﻐﻴﺮ، ﻣﻀﻴﻔﺔ
ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ‏«ﻃﻤﻌﻮﻧﻲ ﻭﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﺮﺍﺱ
ﻛﺎﻳﻘﻮﻝ ﻟﻴﺎ ﻧﻘﺒﻞ ﻭﻻﺧﺮ ﻻ، ﻭﻗﺒﻠﺖ ﺑﺎﺵ ﻣﺎﻧﺨﺮﺟﺶ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﺎﺷﻲ ﺑﺎﺵ ﻧﻘﺘﻞ ﺷﻲ ﻭﺍﺣﺪ ‏».
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﻥ ﺿﻌﻒ ﻛﺎﺗﺮﻳﻦ ﻏﺮﺍﺳﻴﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺇﻏﺮﺍﺀ
ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻊ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮ، ﺑﻞ ﺇﻧﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻗﺪ
ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﻋﺰ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻨﻌﻠﻲ
ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﻜﻮﺍﻓﻮﺭﺓ ﻳﺼﺮﺣﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻛﺎﺗﺮﻳﻦ ﺣﺎﻭﻟﺖ
ﺍﺑﺘﺰﺍﺯﻫﻤﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻋﺪﻡ ﻧﺸﺮ ﻛﺘﺎﺏ ‏« ﺣﺎﻛﻤﺔ
ﻗﺮﻃﺎﺝ ‏»، ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﻲ
ﻓﻲ ﻗﻨﺎﺓ ‏« ﺇﻱ ﺗﻴﻠﻲ ‏» ﻣﺘﻬﻤﺎ ﺯﻣﻴﻠﺘﻪ ﺑﺎﻹﺩﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺇﻏﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺎﻝ.
ﻭﻓﻮﻕ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻳﺘﺤﺪﻭﻥ ﻭﻳﺘﻮﻋﺪﻭﻥ ﺑﻨﺸﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ،
ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻗﺮﺭﺕ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺳﻴﻦ، ‏«ﻭﺷﻮﻑ ﻋﻠﻰ
ﺟﺒﻬﺔ ‏».
ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﺗﺤﺐ ﺇﻋﻄﺎﺀ
ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻭﺗﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ
ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ، ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ
ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺳﻴﻦ ﻓﺈﻥ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﺣﻮﻝ ﻣﺎ
ﻗﺎﻟﺘﻪ ﻛﺎﺗﺮﻳﻦ ﻏﺮﺍﺳﻴﻲ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟﻠﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺣﻮﻝ ﺗﺤﺮﻛﺎﺕ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ.
ﺇﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻌﺪ ﺃﻣﺎﻡ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻭﺯﻣﻴﻠﺘﻪ ﻳﺆﻟﻔﺎﻥ ﻛﺘﺒﺎ
ﻻﺑﺘﺰﺍﺯ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺗﻘﺎﻋﺪ ﻣﺮﻳﺢ، ﺑﻞ ﻧﺤﻦ
ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺫﺍﺕ
ﺳﻴﺎﺩﺓ .
ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻮﺭﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻳﻤﻠﻚ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍ
ﻟﻠﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ، ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ، ﺣﻮﻝ ﻓﺴﺎﺩ
ﻣﺤﺘﻤﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻟﻠﻔﻮﺳﻔﺎﻁ، ﻓﺎﻟﺠﻬﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺼﺪ ﺯﻋﺰﻋﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺗﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻓﺮ
ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ
ﺳﻮﻯ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ، ﻭﻻ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻠﻤﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺀ
ﺻﻤﺘﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺴﺨﺮ.
ﻭﻣﺜﻠﻤﺎ ﺃﻋﻄﺖ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ
ﻣﻐﻠﻮﻃﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﻓﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﺰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ،
ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ
ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻛﻢ ﻫﻢ ﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ
ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ‏«ﺗﺤﺎﺷﻴﻪ ‏» ﻟﻬﻢ ﺟﻬﺔ ﻣﺎ .
ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺃﺧﻄﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺍﺑﺘﺰﺍﺯ، ﻓﺎﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ
ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻟﻠﻔﻮﺳﻔﺎﻁ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ، ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﺍﻟﻨﺎﺑﺾ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ، ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﺔ ﻣﺒﻴﺘﺔ
ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﻟﺨﻠﻖ ﻣﺘﺎﻋﺐ ﻟﻠﻤﻐﺮﺏ
ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺎﺋﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻴﻦ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺳﻌﺮ
ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ
ﺍﻹﻓﻼﺱ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺗﻨﻮﻳﻌﻪ ﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺩﺧﻠﻪ
ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺭﻩ ﺑﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺎﺕ.
ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ
ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺮﺩ ﺳﺒﺐ ﺳﻘﻮﻁ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻟﻠﺰﻋﺰﻋﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ
ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﻗﺼﺪ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺛﺮﻭﺍﺗﻬﺎ، ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ
ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺧﻠﻖ
ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ
ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺼﻔﺖ
ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﻒ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ، ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﺤﻮ
ﺃﻭﺭﺑﺎ ﺑﻤﺌﺎﺕ ﺍﻵﻻﻑ.
ﺇﻧﻪ ﻣﺨﻄﻂ ﺟﻬﻨﻤﻲ ﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺷﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ، ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﺴﺘﻬﺪﻑ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺨﻄﻂ
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺟﻬﺎﺕ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻌﺎﺩﻳﺔ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭ
ﻹﻧﺠﺎﺣﻪ.
ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺣﺬﺭﻳﻦ ﺟﺪﺍ ﺇﺯﺍﺀ ﻣﺎ
ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﻭﻳﻘﺮﺅﻭﻥ، ﻓﻠﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﻤﻊ ﺫﻫﺒﺎ، ﺃﻣﺎ
ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺣﺰﺑﻪ ﻓﻼ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻷﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺣﺮﺑﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺳﻨﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ.
ﻭﻧﺤﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺮﻯ ﺑﺤﺴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻏﺼﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻠﻖ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﺳﻮﺍﻗﻨﺎ ﻭﺃﻣﺎﻡ
ﻣﺴﺎﺟﺪﻧﺎ ﻳﺴﺘﺠﺪﻭﻥ ﺻﺎﺭﺧﻴﻦ ‏« ﻋﺎﻳﻠﺔ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻳﺎ
ﺇﺧﻮﺍﻥ ‏»، ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﻨﺘﻬﻲ ﻧﺤﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺴﺎﺟﺪ
ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻧﺴﺘﺠﺪﻳﻬﻢ ﺻﺎﺭﺧﻴﻦ ‏« ﻋﺎﻳﻠﺔ ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ ﻳﺎ
ﺇﺧﻮﺍﻥ ‏» .
ﻓﺎﻟﺤﺬﺭ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺳﻴﻦ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ.

تعليقات