بنكيران "يُبْدع" في صلاة العيد ويؤدّي ركعة بالسَّدْل وأخرى بالقبض

لثاني مرّة، سجَّل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران "بِدْعة" فريدة من نوعها صباح اليوم وهو يؤدي صلاة عيد الفطر إلى جوار الملك محمد السادس في المسجد المحمدي بمدينة الدار البيضاء حينَ أدَّى الركعةَ الأولى من الصلاةِ بالسَّدل (إرسالُ اليدين)، وحينَ قامَ إلى الركعة الثانية جمَع يديه وصلّى بالقبض.وبالعودَة إلى تسجيلات صلوات العيدِ سواء عيد الفطر أو الأضحى، التي أدّاها بن كيران إلى جانبِ الملك يتبيَّنُ أنّه كانَ يُصلّي بالقبْض خلال سنته الأولى والثانية في الحكومة، فيمَا يُصلّي الملكُ والأمراء (باستثناء الأمير إسماعيل) بالسّدل، الذي يتبعُه المالكية، وإنْ كانَ أغلبُ المغاربةِ يُصلّون بالقبض.ففي عيد الفطر سنة 2012، أدّى بنكيران الصلاة في مسجد أهل فاس بالرباط، وهيَ أوَّلُ صلاةِ عيدٍ يؤدّيها إلى جانب الملك، بالقبْض، وإلى جانبه رئيس مجلس النواب وقتذاك كريم غلاب، الذي صلّى بدوْره بالقبض، وكانَا لوحْدهما إلى جانب الأمير إسماعيل منْ صلّى بالقبْض من بيْن الواقفين في الصفّ الأمامي.في سنة 2013 حافظَ بن كيران على أداء الصلاة بالقبض في صلاة ثاني عيدِ فطْرٍ يؤدّيها إلى جانب الملك، وإنْ كانَ قدْ أرْخى يديْه وجمعهُما أسفل بطْنه وليْسَ على صدره، وفي سنة 2014 "تخلّص" بن كيران من القبْض الذي من المعروف أنّه يُصلّي به وأدّى لأوّل مرّةٍ صلاةَ العيدِ بالسّدل كمَا يفعلُ الملك.غيرَ أنّ المثيرَ هوَ أنّ بن كيرانَ ابتدعَ "بدعة" فريدةً أثناء أدائه صلاةَ عيد الأضحى سنة 2014، إذْ أدّى الركعة الأولى بالقبْض وفي الركعة الثانية أسْدلَ يديْه! وصباح اليوم أعادَ الكرَّة، فصلّى الركعة الأولى بالسّدل وعندما قامَ إلى الركعة الثانية صلّى بالقبْض.وتطرح "بدعة" المُزاوجة بيْن السّدْل والقبض في صلاةٍ واحدةٍ من طرف رئيس الحكومة سؤالَ ما إنْ كانَ ذلك يتمّ عنْ قصْدٍ أو عنْ غير قصْد؟ وهل يفعلُ ذلك منْ أجْل إظهار الوفاء لعادته في الصلاة بالقبض، وفي الآن ذاته اتّباعُ المذهب المالكي؟ وهلْ في ما قامَ به رسالة ما؟الباحثُ في علم الاجتماعي النفسي مصطفى شكدالي يَرى أنّ تصرف بن كيران قد لا يكون حاملا لأي رسالة واعية، ما دام اﻷمر يدخل في باب النوايا اﻹيمانية، وأضاف شكدالي: "أعتقد أننا بتأويل ذلك سنعطي اﻷمر أكثر مما يستحق وسندخل على خط المزايدات السياسوية التي تبحث في المذاهب وتغضّ الطرف عن الفعل السياسي".

تعليقات