شيفورك أحليمة / الكاتب : سيومي خليل



*شيفورك آحليمة...*
الكاتب : سيومي خليل
-------------------------------
أذْكر أَن الحافلة التي أَقلتني يَوما بين آسفي و الدار البيضاء تَوقفت فجأةً لَيس لِحمل أحد ، أو ليُصلح *الكريسون * شَيئا فيها ، بل لِيقدم *الشيفور *ما استخلصه مِن مَال لِسيدَة بَدينة .
أَوقَفت السيدة البدينَة* الكات كات ديالها* ،ونَزل *الشيفور* ، ومساعديه مَعَا ، وظَلت الحافلة مُتوقفة لأَكثر مِن رُبع سَاعة ، ولَمْ تَتَحرك إلا بعدَ أنْ بدأ الراكبون بالاحتجاج ....
ذَكرتني هذه القِصة بالأُغنية الشَّعبية الشهيرة *شيفورك آحليمة* ،لكن السائِق هُنا لم يتم القَبض عليه من طرف *الجادرمية * ، بل صَاحبة الشاحنة هي من قَبضة *على لحصيصة ديال النهار* .
أتذكر هذهِ القصة بِسَبب حَادثة الأَمس المفجعة ، وبسبب الحَوادث التي لا تَنتهي في طرقنا القَاتلة .
هناك أَسباب كَثيرة ، ومُتداخلة لحوادث السير عِندنا ، وأحدها عَينة مِن السَّائقين ، الذين يُمكن أن نُسميهم *شوافر حليمة *، ويمكنكم أَن تعتبروا حليمة رَجل أعمال ، أو شركة مستقلة ، أو مؤسسة تابعة للدولة ، أو شركة خاصة ...
بين مراكش وزاكورة التي اشتَغلت فيها ،ركِبت مَع سائق كَان يتمايل *على الكيدون* بمهارة لا أنفِيها عنه ، وسبب التمايل هو الخمر ، لا أَنفِي أنه كَان سائق ماهر استطاع أَنْ يُوصلنا بآمان ، لكن سائق يَسوق وهو مخمور لا يمكن للحياة أَن تَأتمنه عَلى نفسها حتى وإن كَان مَاهرا .
*كريسون * آخر في حافلة تَربط بين مراكش وزاكورة ركبت معَه مَرتين ، كَانت لَه هِواية جَميلة ودنيئةَ في آن ،فَكل فَتاة كَاعب ، وجميلة ، ولها قَد مُثير ، يضعها في المقاعد الأولى ، وإن لم تكن من حَقِها، ويَجلس جَنبها ، *ونتوما كتعرفو لكريسونات فيهم الهدرة بزاف *، فلا يَصمت طول الطريق .
شاهدتُ مشاهد من العنف ، والسب، والتعامل بإهانة مع الراكبين البدويين بشكل حقِير ، فَغَالبا ما ينهر *الشيفور* بدوي تائه ، وغَالبا ما يقوم *الكريسون * بأَمر إمرأة بطريقة فَجة بإعطائه التذكرة ...
هُنا أتساءل ؛ مَن هؤلاء الذين يتم منحهم رُخصة سياقة حافلات عمومية ؟؟؟ ومن هؤلاء الذين يشتغلون مَعهم ؟؟؟ كمْ يَتقاضون ؟؟ ماهي شروط قبولهم ؟؟؟هل هُناك شروط موحدة في البلد ؟؟ أم *ان اللي عندو شي قصديرة كيخدم فيها اللي بغا* ؟؟؟
حَادثة آخرى بين مراكش وآسفي ، *كريسون ممتع* ، وصحاب نكتة ، وله من الحكايات الشعبية ما لا يَنتهي ، لكن عيبه هُو *الطلبة بلا قياس وسرقة* ،دَخل في شجار مع الشيفور بسبب حَقه من الغنيمة ، فأضطر الاثنان لِإيقاف الحافلة ، وإتمام نقاشهما أَمام الركاب ، وفجأة يأخذ الكريسون المال الذي كان بحوزته ويغادر الحافلة ويترك الشيفور *كيقرق في عينيه* .
حِكَايات الطرق لا تنتهي ،لكِن أَسوأ حكَاياتها هي الحوادث القَاتلة ، لذا يجب أن تَكون هناك صرامة في اختيار من يسوقون *بولاد الشعب *، أم أن الأَمر عناد لا غير ، فمن يسوق الشعب كُله من مسؤولين وسياسيين هم الآخرون يرتكبون حوادث قاتلة في حقنا.

تعليقات