أستاذةٌ تتهم مديرا بسحلها

انتقل "التشرميل" الذي شهدت أطوارَه أخيرا عددٌ من المدارس بالمغرب، بين تلاميذٍ ومدرسيهم، إلى ذات التصرفات العنيفة بين الأطر التربوية أنفسهم، حيث اتهمت أستاذة بإحدى ثانويات أزيلال مدير المؤسسة التعليمية، بكونه عَنفها وسحلها أمام تلاميذها، فيما اعتبر المدير اتهامات المعلمة "بهتانا".
وقالت أستاذة اللغة العربية بثانوية أحمد الحنصالي الإعدادية، بأزيلال، الزهرة بنحليمة، إن تفاصيل الاعتداء تعود إلى نهاية حصة دراسية لتلاميذ مستوى الأولى 5، حيث إن المدير باغت تلامذتها، آمرا إياهم بالالتحاق بالقسم، بعدما وجه لها ضربة عقب إخبارها له بضرورة انتظامهم أولا".
وأضافت الأستاذة "المدير ردد عبارته المعهودة أنه المسؤول الأول والآمر الناهي في المؤسسة"، مضيفة "بدوري أمرت التلاميذ بأن يلزموا أماكنهم، فباغتني ودفعني بقوة وارتطم رأسي بحائط حجرة الدرس، وسقطت مغمى علي، لأجد نفسي بقسم المستعجلات بأزيلال".
وتابعت الأستاذة، في تصريحات لهسبريس، قائلة "أخبرني التلاميذ والأساتذة الذين عاينوا الحادثة أنه بعد سقوطي، عمد المدير إلى جري من ملابسي على مستوى العنق، ليزيحني عن باب القاعة"، تورد المتحدثة التي أضافت أن "المدير خاطبها أمام تلاميذها وهو يسحلها "ديري علي موتا حمار".
وزادت المتحدثة أن "المدير حاول التأثير على شهادة التلاميذ بالقول إنه لم يمسني، لكنهم واجهوه بالحقيقة، ولولا تدخل التلاميذ وبعض الأساتذة الذين اتصلوا برجال الوقاية المدنية لما كنت لأصل إلى المستشفى"، كاشفة أن إدارة المستشفى سلمتها شهادة طبية مدتها 15 يوم".
وراسلت الأستاذة ببني ملال، رئيس الحكومة، مطالبة إياه بالتدخل لرفع ما وصفته بالحيف والظلم الذي طالها، موضحة في مراسلة توصلت لبها هسبريس، أنه "سبق أن وقع سوء تفاهم بيني وبين مدير المؤسسة، وتدخل مدير الأكاديمية لرأب الصدع بيننا مع مطلع الدخول المدرسي الحالي، لكن استفزازاته لا تنتهي".
المدير: افتراء وبهتان
وفي رده على الاتهامات التي جاءت في تصريحات الأستاذة، نفى إدريس بوزيد، المدير بثانوية أحمد الحنصالي الإعدادية، ما ورد على لسان المعلمة، معتبرا تصريحاتها "بهتانا وافتراء لا يمكن أن يصدقها أي أحد".
وقال بوزيد، في تصريح لهسبريس، "أنا لست في العصر الحجري حتى أضرب امرأة، ولا يمكن القبول اليوم باتهامات من هذا القبيل"، مضيفا "أن المؤسسة ومعها الرأي العام في بني ملال يشهدون على أخلاقي، ويعرفون مدير ثانوية أحمد الحنصالي الإعدادية".
"أتقلد أمام الله سبحانه أن ما تقوله هذه الأستاذة مجرد افتراء وكذب وبهتان"، يقول المدير بوزيد الذي أوضح أن "أصل الخلاف مع الأستاذة المذكورة يعود إلى بداية الموسم الدراسي عندما رفضت تدريس التلاميذ، بدعوى أن القسم يضم أكثر من 35 تلميذا".
وأكمل، في هذا السياق، أنه "لا يمكن لأستاذة أن تفرض على الوزارة والأكاديمية خارطتها التي ستعمل بها"، مشيرا أن "توزيع التلاميذ يتم على قدر الإمكانيات التي أتاحتها لنا الأكاديمية، ولا يمكن أن نترك التلاميذ بدون دراسة من أجل سواد عيون الأستاذة المحترمة".
البرلمان على الخط
وعلاقة بذات الموضوع، دخل الفريق الاستقلالي على خط الاتهامات التي وجهتها الأستاذة لمديرها، مطالبا في سؤال كتابي لوزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، بفتح تحقيق في التظلم الذي رفعته الأستاذة.
وطالب سؤال البرلماني الاستقلالي عادل بنحمزة الوزير، بالكشف عن الإجراءات التي سيتخذها من أجل ضمان احترام القانون الداخلي للمؤسسة، بما يحقق للأسرة التعليمية الحد الأدنى من الكرامة وشروط السلامة البدنية والنفسية، لأداء رسالتها طبقا لما ينص عليه الدستور".
المصدر ..هسبريس

تعليقات