ثورة نساء

الزهرة الزاكي : طالبة باحثة

حان الوقت لتثور النساء ضد طغيان الكل ، فلم ينصفهن أحد ولا أحد اهتم بهن ولا بمشاكلهن ، حتى اضحوكة "الثورات "العربية لم تهتم بامرهن ، فالنساء قبلها كن مهانات ومستباحات وبعد الثورات أصبحن مستغلات بصورة مهينة جدا ، فان كان الربيع العربي أو كما يحلوا لي تسميته "" الخريف العربي "" استطاع أن يتخلص من رؤوس النظام الفاسد وأعوانه ، فانه لم يستطيع أن يخلصهن  من الأفكار الرجعية التي تملأ العرب ، أفكار متعفنة و متسلطة ضد المرأة العربية. على النساء أن يثرن وينسلخن من سلطوية الذكر العربي ، يجب على المرأة العربية أن تربي أولادها بناتا وذكورا تربية واحدة، أن تربي الولد على أنه واخته واحد ، وأنها ليست أقل منه في شيء ، وأن تدرب الولد على أن يرتب غرفته ويساعدها في المطبخ والمنزل كما تفعل أخته بالضبط ، وأن تعلم البنت على  أنها عنصر مهم في المجتمع وان دراستها هي الأولى قبل أي شيء آخر وان الزواج هو مسألة نصيب لا غير ، ولا تربي في ذهنها أن الرجل هو الكل وهو الهدف في حياتها ، هكذا يجب أن يربى الأبناء ذكورا و اناثا ، وليس التربية التي تحط من قيمة الأخت وترفع الأخ لينعكس على المجتمع ككل ويصبح المجتمع ذكوريا بامتياز. ثوروا يا نساء على قشور الدين وفتاوى رجاله التي تقلل من شانكن ، فتاوى ليست إلا خدمة لهم ولنزواتهم كفتاوى إرضاع الكبير وجهاد النكاح ، فهم يخدمون شهواتهم لا لخدمة الدين. يحولون الدين الى مراعاتهم في هواهم.. ثوروا يا نساء ..ثثورة نساء  وليست ثورة الجمعيات البائسات اللواتي  فهمتالمصطلحات بالمقلوب وفهمت العلمانية والثورة على أنها عري الأجساد و رفض الزواج وافطار رمضان و تحليل السحاق ، كما نادت بذلك المتخلفة "" ابتسام لشكر "" ، بل ثوروا وعروا العقل من الجهل وكونوا أحرار في طرح افكاركن ، وتحرروا من ظلم المجتمع واختاروا حياتكن وتعليمكن وشريك حياتكن . ثوروا واقتلوا المصطلحات الجاهلة التي تصفكن بنصف عقل وبضلع اعوج ، وادفنوا صفة العوانس والمطلقات والأرامل المهمشات ، ثوروا وتحرروا من كونكن فقط أداة لإشباع الغرائز والشهوات. ثوروا يا نساء ولا تجعلوا انفسكن سلعة للرجال ، فقبل أن تشتروا الفساتين وعلب الماكياج والأحذية قوموا وسلحوا العقل بالعلم والشواهد الجامعية والقدرة على الاستقلال المادي ، ولا يكن هاجسكن في الحياة هو الزواج فقط بل اجعلوا الهاجس بالمراتب العليا. ختاما فيوم 8 مارس لن يرضينا كنساء إلا إذا كنا في البيوت والأحياء والشوارع والمدن والمدارس وأماكن العمل أحرارا ومستقلين ، وحين مسح صفة الشرف والعار من أجسادنا ، و عندما لا يلقى اللوم علينا عند تعرضنا للاغتصاب والاعتداء والتحرش ، ولن بهذا اليوم حتى نحقق مشاركة سياسية حقيقية ونساهم في صنع القرار وصياغة القوانين.

تعليقات