هذه حقيقة أستاذة الفلسفة التي أوقفها بلمختار بسبب "فيسبوك"

اختارت يومية "الأخبار" في عددها ليوم الأربعاء، الرجوع لموضوع توقيف أستاذة فلسفة بالثانوية التأهيلية المنصور الذهبي بالرباط عن التدريس، على خلفية مانشرته من صور وتعليقات اعتبرت "مثيرة" للجدل على حسابها الخاص بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك".
وذكرت اليومية في تحقيق استحوذ على الصفحة الثامنة عشرة كاملة، أن الأستاذة قدمت للثانوية لتقديم دروس في الفلسفة لتلاميذ في المستوى الأول باكلوريا، وأنها سريعا ما أثارت الجدل داخل المؤسسة سواء في الإدارة أو بين التلاميذ.

وتقول اليومية التي قامت بزيارة إلى الثانوية، التي تعمل بها الأستاذة الموقوفة، التي بحسب آراء استقتها "الأخبار"، أثارت جلبة منذ يومها الأول بتنورتها القصيرة جدا التي ولجت بها المؤسسة.

وأوردت اليومية أنه في أولى مواجهة للأستاذة داخل الثانوية، طالبتها إدارة المؤسسة بارتداء لباس ملائم لحرمة المؤسسة التربوية، وأن عليها تجنب ارتداء التنورات القصيرة والملابس التي تكشف مفاتنها، لتمتثل الأستاذة لأمر الإدارة.

وتضيف اليومية أنه قبل أن ينفجر قرار توقيف الأستاذة عن العمل، حلت لجنة تربوية، الجمعة الماضية، بالثانوية المذكورة، حيث حققوا معها داخل مكتب المدير على خلفية ما تنشره على حسابها بموقع "فايسبوك"، خصوصا وأن حسابها المفتوح للعموم بتابعها فيه تلاميذها في الجدع المشترك.

وتابعت اليومية أن الأستاذة ذكرت  على "الفايسبوك" أن أفراد اللجنة التربوية، الذين حققوا معها بشأن ما تنشره على موقع التواصل الاجتماعي، تعاملوا معها بطريقة بوليسية ووجهوا لها أسئلة حادة وانتقادات مباشرة، مضيفة: "لن أنسى عيني ذلك المحقق المائلتين للخضرة الباردة، وهما تنظران لوجهي: فلتعلمي أن ما تكتبينه من كلام على فايسبوك، ككلمة مؤخرة وحديث عن الجنس والجسد وحياتك ومشاهداتك، سوى خلاعة وانحلال ولا يمت للإبداع بصلة".

وكتبت الأستاذة بعد خبر توقيفها "آخر الأخبار..طاحت الصمعة علقو الأستاذة ديال الفلسفة، لقد توصلت هذا الصباح بالخبر، وكأنني مجرمة حرب، ومسؤولة عن كل الجرائم التي ترتكبها وزارة التعليم، أنا حزينة فقط لأنني يأفتقد تلامذتي الذين ألفتهم، أما الإدارات والمديرون فهم كالضريبة على الدخل المباشر وجودهم أضر من نفعهم، إلا من رحم ربك، ولذلك أقول لكم راه اللي ما قدر على الحمار كيتشطر على البردعة".

وفيما يشبه فلاش باك للأحداث، عادت اليومية إلى الحدث الذي تسبب في إثارة الجدل حول الأستاذة والانتهاء بتوقيفها عن العمل، فقد ذكرت في التحقيق الذي ارفقته بصور للأستاذة، أن تلميذا بالثانية باكالوريا بالثانوية نفسها، لم يستسغ توبيخ المسؤولين بالإدارة له بسبب قصة شعره، فانتفض في وجههم وطالبهم بأن يلزموا الأساتذة أولا بالاحترام والأدب قبل توبيخ التلاميذ، مقدما صورة لأستاذة مادة الفلسفة نشرتها على حسابها في "الفايسبوك" تظهر فيها وهي جالسة على مقعد "مرحاض"، بساقين مكشوفتين.

وتردف اليومية أن آراء أخرى ترى أن الأكاديمية الجهوية للتعليم، أوقفت الأستاذة، بسبب آرائها السياسية، واستنكارها لمنظومة التعليمية بالمغرب، وأن مشكل توقيفها جاء عقب "إصرارها على نشر مشاكل إدارة الثانوية أمام الملأ.

بالمقابل، كتبت الأستاذة معلقة على جدل الذي أثير حول الصورة، "ربما تكون الصورة هي إحدى مسببات ضران الراس للقايد، والحجة الواهية التي علق عليها المدير حالة التسيب والفوضى التي تعم المؤسسة، ربما تكون هي مصدر الفيضانات وموت الزعماء السياسيين في ظروف غامضة، وهي المسؤولة عن تردي التعليم في بلادنا، وهي أيضا المسؤولة عن الوضعية المزرية لأرضية الثانوية التي كسرت رجل أستاذة التربية الإسلامية المسكينة".

جدل لا ينتهي

تقول اليومية من خلال آراء استقتها من بعض التلاميذ بالثانوية المذكورة، أن الأستاذة غالبا ما كانت تستفز تلامذتها والكل بهندامها وجرأتها على "الفايسبوك" في مناقشة مواضيع تعد من ا"لمحرمات" كالجنس والدين والجسد والخمر.

فيما ذهبت بعض الآراء أن الأستاذة تقدم نموذجا للأستاذة المتحررة المقتنعة بآرائها، بل إن بعض متابعيها من التلاميذ يعتبرونها مثلا أعلى لهم. وبين هذا الرأي وذاك يأتي

الرأي الثالث الذي يشير إلى أن الأستاذة عوقبت بالتوقيف، لأنها نشرت غسيل ما يقع داخل الثانوية من مشاكل وانتقادها للمنظومة التعليمية.

تعليقات