الزمزمي: سفر المرأة للحج بلا إذن زوجها "غير جائز"

خالف الشيخ عبد الباري الزمزمي، عضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الفتوى التي أصدرها أخيرا المفتي السابق للديار المصرية، الدكتور علي جمعة، ومفادها أنه يجوز للزوجة الذهاب إلى الحد دون موافقة زوجها، وبأنه يحق لها أن تعصيه في حالة منعها من أداء فريضة الحج.

وأكد رئيس الجمعية المغربية للبحوث في فقه النوازل، في تصريح لهسبريس، أن ما ورد على لسان مفتي مصر السابق يعتبر "كلاما غير صحيح، ولا يستقيم شرعا ولا منطقا ولا اجتماعيا، بسبب التداعيات الأسرية الخطيرة التي قد تنشأ عن ذهاب المرأة إلى الحج دون رغبة زوجها".

ووصف الزمزمي أصحاب مثل هذه الفتاوى بأنهم "يعيشون في أبراج عاجية، ولا يلتصقون بواقع مجتمعاتهم الحقيقية"، موضحا أن "المرأة عندما تذهب لأداء مناسك الحج رغم رفض زوجها، ثم تعود إلى بيتها بعد الانتهاء من مناسك هذه الفريضة، قد تتسبب في مشاكل أسرية وشخصية مع زوجها".

وتابع الزمزمي بأن المفتي عليه أن لا ينظر فقط إلى حدود فتواه التي يصدرها، بل يتعين عليه أيضا أن ينظر ـ فضلا عن مشروعيتها وتأطيرها بالكتاب والسنة ـ في تداعياتها الاجتماعية والواقعية، مشيرا إلى أن ذهاب المرأة للحج دون رغبة زوجها قد يُحدث مشاكل أسرية واجتماعية لا حصر لها.

وشدد الفقيه ذاته على أنه "لا بد من إذن الزوج لزوجته قبل الذهاب إلى الحج، كما يلزم المرأة السفر للحج أن تكون برفقة محرم، من قبيل أخيها أو خالها أو عمها وكل من لا يحق له الزواج منها"، مبرزا أنه "إذا لم يتوفر المحرم الآمن يسقط عنها أداء فريضة الحج في هذه الحالة".

واستطرد الزمزمي بأن بعض العلماء يكتفون بشرط وجود الرفقة الآمنة أو الطريق الآمنة ذهابا وإيابا لسفر المرأة إلى مناسك الحج، مبينا أن هذه الفتوى لا دليل شرعي عليها، حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام "لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخَرِ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ مِنْهَا".

وكان مفتي مصر السابق قد أكد، في برنامج "والله أعلم" على قناة "سي بي سي"، أنه "يجوز للمرأة المسلمة أن تعصي أوامر زوجها في حالة منعها من أداء فريضة الحج، وأنه عليها إنهاء إجراءات السفر دون إذنه".

ويرى علماء دين خاصة من المشرق العربي أنه "للمرأة أن تحج بغير إذن زوجها في الفرض، أما إذا كان الحج نافلة فليس لها الحج إلا بإذنه، وليس لها أن تسافر إلا بإذنه، أما حج الفريضة فليس له أن يمنعها، كما لا يمنعها من الصلاة ولا من صوم رمضان..".