"انفلات من قبضة التيه" و "دبابات الحزن " للشاعرة والإعلامية المتألقة فاطمة يهدي

دبابات الحزن
كم تمنيت ان اكتب لكم قصيدة حب تعيد سوق عكاظ إلى عصر الشعر و الصحراء إلى أغاني من رمل و تحيي فينا عنترة و قيس و تدعو الخفق فينا ليهطل الهمس و تنتشي كلمات نزار متدفقة فينا كما الإعصار و لا تغرب أبدا كما الشمس لكن الصمت يغزو المكان وهذي نظرات الأطفال عنوان لهذا الهوان و هذي دبابات الحزن تقصف الأركان و تنسف الكيان هذي رشاشات توقع نهاياتنا غرقا من البحر إلى البحر وتكتب للأجيال تاريخنا الموشوم ببقايا الإنسان



انفلات من قبضة التيه
من عمق الأمس أتيت لأنتزع بعضا من خيوط الشمس وكل البريق من ردهات الذكرى حين يرسو الحب على الطريق ويفتح البحر قلبه ... فلا صديق! جئتك... أسابق الزمن إليك ألقيت أشلائي بعيدا قطعت القمر مسافات فيك و اختصرت الآتي فيك عشقا و كأن الحب لا ولن يكون ..أيها الرفيق! أخذت عينيك و راقصت الزمن و بعضا من دقات قلبك ليشتعل فينا الشجن غازلت الصمت فيك و نسجت لك رداء من حبات المطر ووشاحا لي من آهات الوتر قارعت فيك البياض و السواد و منحتك طوعا لقلبي ليعزفك سمفونية للحريق علموني لقرون أن أرتكن إلى النسيان لقحوني فلسفة الصمت وكل الإستكان لكن من أجل عينيك انفلتت من قبضة التيه و أخذتك لي ملاذي.. سكني... تاريخي و جعلت من قلبك لي عنوان! كان من الممكن أن أنتظرك على شرفة الذاكرة أن أطل اطل عليك من شقوق الخوف من خلف الستار كان من الممكن أن أتجمل و أوقف الزمن حتى تأتي ...درءا للعار لكني اخترتك و بإصرار و اخترت أن أكون امرأة من قرار في زمن للرجال سطوة و للنساء مكان في القرار أحببتك ... ليكفوا الحديث عن عنترة وعن المجنون عن القيصر و لويس أراغون أحببتك ليحكوا منذ الآن عن امرأة ولدت على يديك فكتبتك قصيدة و غنتك قصيدة و عصفت بالشياطين الى حافة الجنون أحبك ... إيقاعات تصدح بها صباحاتي و إليها تمسي آهاتي أحبك .... فانا طوق الحب ضد النسيان مع أني لست سوى امرأة ولكن بألف إنسان !!!

تعليقات