جديد و تفاصيل قضية الشاب الذي مارس الجنس مع كلبه

  استقبل قسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، بداية الأسبوع الجاري، حالة غريبة وشاذة، بطلها شاب في مقتبل العمر اضطره الكبت الجنسي إلى الاعتداء جنسيا على كلبته، مما أدى الى إحكام هذه الأخيرة قبضتها على عضوه التناسلي، الشيء الذي دفع بالشاب الى اللجوء خفية رفقة بعض مرافقيه إلى المستشفى، قبل أن يتمكن الطاقم الطبي من إجراء عملية جراحية خلصته من قبضة الكلبة. ما أسباب هذا السلوك الشاذ؟ أَوَلَيس من مفارقة الأقدار أن تفرض حاجة الشاب البيولوجية بالقيام بتلبية نداءه الطبيعي مع جنس غريب كل الغرابة عن جنس بني آدم؟
قلة الإيمان والفقر سبب هذا السلوك
يعزو الداعية محمد الفزازي أسباب هذه “الفاحشة المنكرة” بحسب تعبيره، إلى الفقر باعتباره المانع عن اقتحام مؤسسة الزواج، كما أن ضعف الإيمان لا يمكن ان نعتبره أقل أهمية من هذا الأخير في ارتكاب مثل هاته الفواحش، يضيف الفزازي لـ”إنصاف”، مختتما قوله أن الكبت له أسبابه المنطقية و المعقولة أبرزها تزيين النساء والاختلاط بهن ومشاهدة القنوات الفضائية.
على خلاف الفزازي، تعزو أستاذة علم الاجتماع، بجامعة ابن طفيل زهور الشقافي، في تصريحها لـ”إنصاف”، أصول هاته النازلة “اللاأخلاقية” كما وصفتها، إلى افتقاد القيم التي كانت لدى المغاربة سابقا، محملة كافة المسؤولية للمربيين والمدرسيين كما الآباء.
افتقاد التربية الجنسية وثقافة احترام الحيوان
الكاتب والناشط الحقوقي أحمد عصيد، يدخل على خط الموضوع بتصور يختلف تماما عن سابقيه، معتبرا أن السبب الرئيسي لهذا السلوك الشاذ يعود الى الكبت الجنسي، الناتج أساسا عن افتقاد الثقافة الجنسية فضلا عن افتقاد ثقافة احترام الحيوان باعتباره كائنا حيا.
ويرى عصيد أن الاعتداء الجنسي على الحيوان لا يختلف إطلاقا عن تفريغ مكبوتات شخص ما على طفل معين، مسترسلا في السياق ذاته، ان الثرات كان يعاقب على مثل هاته الأفعال الشاذة بالقتل، انسجاما مع حديث رواه البخاري، حين سئُل الرسول عن هذه النازلة فقال:” اقتلواه واقتلوا البهيمة”، لكن اليوم، يوضح عصيد، هناك أساليب جديدة لمواجهة مثل هاته القضايا، أبرزها: اسلوب الترشيد والتثقيف والتوجيه، قبل أن يختتم عصيد قوله بدعوة للمجتمع والمؤسسات بفتح نقاشات في مثل هكذا طابوهات لتصحيح الوضع.
اقتران الجنس بالإثم والخطيئة سبب عُقد الجنسية في المجتمعات الشرقية
نوال السعداوي، المفكرة والطبيبة المصرية ترى أن المحظورات والقيود التي فرضها المجتمع على المرأة وتحديداً على أعضائها التناسلية ساعد على تشويه معنى العلاقة الجنسية، وارتبطت تلك العلاقة في الأذهان بالإثم والخطية والنجاسة وغير ذلك من التعبيرات المعيبة، التي جعلت الناس يخشون الحديث عن الجنس.
وترى السعداوي أن الجهل لا يعني أن المعلومات غائبة، بقدر ما هو ترويج لمعلومات خاطئة، وهذا أشد أنواع الجهل ومن الأفضل للإنسان أن يواجه الحياة بلا معلومات على الإطلاق من أن يواجهها بمعلومات خاطئة تفسد فطرته وذكاءه الطبيعية.
وعلى هذا الأساس تنظر نوال السعداوي إلى الثقافة الشرقية بأنها ثقافة سيجت المرأة داخل مستنقع لا يعرف معنى الحياة، مؤكدة في الوقت ذاته أن الجو الجنسي ينشأ عن رغبة الجسم والعقل والنفس في البحث عن شيء يلبي احتياجاتهما جميعاً، وأن هذه الغريزة القوية قادرة على تحريك كل ملكات الإنسان في الخيال والإبتكار. وفي نفس السياق يقول نيتشه”إن الطاقة الجنسية في الإنسان تمتد بطبيعتها إلي أعلى قمة في نفس الإنسان وروحه وكيانه”؛ حيث أن الطاقة إذا كُبتت لا تضيع أو تفقد، وإنما تنحرف عن مسارها الطبيعي لمسار آخر، فإن الطاقة الجنسية المكبوتة عند البنات تنحرف إلي طريق آخر غير الرجل.
رصد أطوار عملية التطور الرغبة الجنسية
يستهل البروفسور محمد سعيد عبد اللطيف رصد أطوار عملية تطور الرغبة الجنسية عند الإنسان، موضحا أن الرغبة الجنسية لدى النساء تُهَيَّجُ ابتداءً من بلوغهن ذروة المتعة الجنسية لأول مرة، مضيفا أن 20 في المائة من الفتيات تظهر لديهن الرغبة الجنسية في عمر 16 – 18 سنة قبل بدء الحياة الجنسية، لكن معظم الفتيات في هذا العمر يعشقن ويبحثن عن الصديق المعجب، ويحلمن باللقاءات والمشاوير والاهتمام بشكل عام، دون المعاشرة الجنسية يضيف محمد سعيد.
أما بخصوص الحاجة الجنسية لدى الرجال يؤكد البروفسور محمد سعيد أن الرجال دونما سن 25 سنة، تكون حاجياتهم الجنسية أكثر من النساء بشكل عام، فالرغبة الجنسية لدى 25 في المائة من الفتيات تصل إلى أعلى مستوياتها في سن26- 30كما تبقى على هذا الحال عند الكثيرات منهن حتى سن 60 سنة يضيف محمد سعد، بينما تصل الحاجة الجنسية لدى الرجال، إلى حدها الأقصى بين 20-30 سنة، وبعدها تبدأ بالانخفاض التدريجي.
الجنس وسيلة للكسب التجاري
في كتابه “الثالوث المحرم” (الدين الجنس السياسة) يرى ياسين بوعلي أن الحاكمين في كل المجتمعات البشرية ليس في صالحهم تحرير الإنسان جنسيا، وأنهم دوما في حاجة لجعل الجنس “مقدسا” لإستغلاله تجاريا.
ويقدم بوعلي عدد من النماذج لاستغلال الجنس في ترويج البضاعة الرأسمالية، عبر تقديم النساء لوصلات اشهارية، لبيع منتوجات ما، أو عبر استغلالهم في المطاعم والمقاهي كنادلات، وكل ذلك كي يتكاثر زبائن صاحب المطعم لأنه يعي الإجتياجات الجنسية للمجتمع.
وبصرف النظر عن صحة بواعث ما أقدم عليه شاب أكادير، تبقى الحقيقة التي لا يمكن أن يختلف عنها اثنان هو أن الجنس سلطة على الإنسان وإلا لما كانت هناك العديد من الجرائم تقع بسببه.

تعليقات